طبيعة السطح ( الجبال )

تعد أشكال السطح من العوامل المسئولة عن بعض المظاهر التي يمكن اعتبار بعضها من

عوامل الجذب السياحي. فسطح محافظة النماص جبلي بشكل عام،  هو جزء من جبال السروات التي تبدأ غربا بحافة الشعاف وهي في وضع يبرز باتجاه الغرب بحيث تواجه الرياح الغربية والجنوبية الغربية بشكل يتميز عن مواجهة الأقسام الأخرى، فزاد نصيبها من الأمطار السنوية، وقد استفاد من ذلك السكان عن طريق تحويل قسما من السفوح العليا إلى مدرجات وأخضعوها للزراعة المطرية بكثافة قد تفوق نظيراتها في مناطق السراة الأخرى بحيث تمتد إلى عشرات الكيلومترات دون انقطاع

 

ومنطقة الشعاف تقف كحائط هائل يسقط بشكل قائم أو شبه قائم باتجاه الغرب أي باتجاه

تهامة، لا يمكن ارتقاؤه أو عبوره إلا من فجوات محدودة حفرتها رؤوس الأودية الغربية

وطورتها نتيجة النحت المتراجع فكسرت حواف الشعاف، أطلق عليها اسم العقاب وهي عقبة

سنان، ساقين، برمة، السرو، تلاع، بني عمرو. وقد تم تعبيدها ورصف جوانبها بالحجارة

ودعمها بالحواجز الترابية والخرسانية لعبور السيارات عليها بأمان ولتسهيل ربط منطقة

السراة بمنطقة تهامة. و تشتد خطورة تلك العقبات في أوقات سقوط الأمطار وعقب جريان

السيول والفيضانات لكثرة الانزلاقات الصخرية.

 

و يمكن أن تلعب منطقة الشعاف دورا في السياحة يتمثل في كونها ملائمة لرياضة تسلق

الجبال، كذلك لإنشاء محطة العربات الكهربائية تصل بين محافظة النماص الواقعة على قمم

جبال السروات بارتفاع يتجاوز ٢٧٠٠ متر فوق سطح البحر إلى سهل تهامة المنخفض

المحاذي على ساحل البحر الأحمر في الأسفل، حيث ينحدر السطح بشدة نحو الغرب وأحيانا

يشكل انحدارا عموديا، بينما ينحدر تدريجيا باتجاه الشرق والشمال الشرقي مما يؤدي إلى

تنظيم جميع المجاري المائية خلف خط الشعاف في هذه الاتجاهات، فتصرف مياه الأمطار

وتلتقي مع بعضها البعض مشكلة للأودية معظمها يمتاز بجريان مائي شبه دائم خاصة بعد

هطول الأمطار، و نمو غطاء نباتي متنوع وكثيف كأشجار العرعر، والزيتون البري، وأنواع

الزهور البرية ، والنعناع البري.

ومن المظاهر الطبيعية التي تجذب السائح وقت هطول الأمطار نشوء تلك الشلالات والمساقط

المائية من أعلى قمم الجبال والشعاب ومحابس الأودية .لذلك يعد تنوع أشكال السطح عامل

جذب سياحي يوفر فرصا ملائمة لنمو وعيش الكثير من أنواع الحياة البرية النباتية والحيوانية.

 

إضافة إلى أنه يوفر بعض الفرص لمراقبة ومشاهدة بعض أنواع الطيور، والحياة الفطرية،

الأمر الذي يجعل بعض هذه المواقع ملائمة لبعض أنشطة السياحة

: وتظهر مظاهر السطح على النحو التالي

١ الجرف العربي: وهو المنحدرات المطلة في شكل حائط عمودي على سهل تهامة والذي

يسمى محليا بالأصدار. وهي منطقة وسطية بين السراة وأغوار تهامة، وعادة ما تكون مما

يلي منطقة الشعاف من الغرب وهي مناطق دافئة، و غالبًا ما يقضي فيها بعض أهالي

المحافظة فترة الشتاء ساكنين فيها بصفة مؤقتة وعادة ما تكون معهم الأغنام والأبقار طمعا في

( الاستمتاع بالدفء، ولوفرة المراعي في سفوح الجبال والأودية.

و يمكن استثمار الأصدار في تنشيط السياحة الشتوية في محافظة النماص وتشجيع هواية

تسلق الجبال فالأصدار تعد أفضل مناطق شبه جزيرة العرب لممارسة هذه الرياضة.

٢ السراة(جبال السروات): ويصل ارتفاعها إلى ٢٧٠٠ مترا فوق مستوى سطح البحر،

وتنحدر سفوح السراة تدريجيا باتجاه الشرق وتنحدر بشدة وبشكل عمودي باتجاه الغرب،

ولذلك فإن خط تقسيم المياه بين الوديان التي تتجه شرقا نحو الهضاب وبين الوديان التي تتجه

غربا نحو البحر الأحمر يقع في طرفها الغربي. ويسمى هذا الخط باسم الشعاف كشعاف بني

( عمرو و النماص وتنومه و بللسمر. (

و من أهم جبال محافظة النماص حسب امتدادها من الشمال إلى الجنوب نذكر منها ما يلي:

جبل حرَفه: من الجبال المشهورة والمعروفة بين سكان المنطقة وهو جبل ذو قمة صخرية

يقع في بلاد بني عمرو الشام ، ويبلغ ارتفاعه ٢٤٩٠ متر فوق مستوى سطح البحر، وعلى

جوانبه غابة كثيفة من أشجار العرعر والطلح، ويظهر الجبل مخروط بركاني ثار قديما ثم

خمد وانهدمت فوهته وانسدت قصبته، وتنبثق على سفحه الغربي ثلاثة ينابيع لا ينضب ماؤها.

 

_ جبل الضور: يقع في شمال بلاد بني عمرو الشام إلى الشرق من جبل حرفة ويقع على

جانب وادي رنما من جهة الشمال ويبلغ ارتفاعه ٢٥٢١ مترا فوق مستوى سطح البحر.، وقد

وجدت فيه إحدى الشركات المنقبة عن المعادن رواسب لخام الحديد. وأعلاه عار من الأشجار

وتكسو أسفله أشجار الزيتون البري( العتم ).

_ جبل المطلى: يقع أيضًا في بلاد بني عمرو الشام ويرتفع عن سطح البحر نحو

٢٩٠٠ متر.وهو جبل مرتفع يشاهد منه ليلا بيشة وبلجرشي في بلاد غامد. وقد شهد هذا الجبل

بعض المعارك البطولية الفاصلة بين بني عمرو وبين الأتراك العثمانيون بقيادة علي رضا

باشا عام ١٣٣٢ ه وقد تمكن العمارية من الانتصار على الأتراك العثمانيون في هذه

( المعركة.

_ جبل مرِير: يقع شمال مدينة النماص ويشرف على تهامة ويبلغ ارتفاعه ٢٧٢٥ متر فوق

مستوى سطح البحر، ويعتبر أعلى قمة في المحافظة. وتكسوه غابات العرعر)العذراء.(

_ جبل القرن الأبيض: يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة النماص ويرتفع عن سطح البحر

نحو ٢٣٦٩ مترا ، وتظهر فيه عوامل التعرية بشكل واضح في شكل تشققات للصخور

الكوارتزية، ويقع إلى القرب منه سوق بني هلال التاريخي.

_ جبل الهدار: يقع في أقصى جنوب محافظة النماص ويقدر ارتفاعه بنحو ٢٥٠٠ متر عن

سطح البحر، يكسوه غابة من أشجار العرعر والطلح.

_ الجبال المطلة على مدينة النماص: مثل شحر وشعير والغمى، ويتراوح ارتفاعها مابين

٢٣٠٠ متر إلى ٢٧٠٠ متر عن سطح البحر، تكسوها غابات العرعر والطلح.(

وتنحدر من قمم السراة أودية شديدة الانحدار لتلتقي مع أودية تهامة ومنها:

أودية أشعاف وأصدار سدوان وهي من روافد وادي حلي، أودية أشعاف وأصدار بلاد العوامر

وتصب في وادي شرى ، أودية أشعاف وأصدار النماص وتصب في وادي حضوه من روافد

خاط وبها عيون جارية طوال العام إلا أنها تنضب في وقت الشدة وتأخر نزول الأمطار

ووادي بدعه به شلال يصب في منحدرات تهامة.

و ينحدر من أصدار آل زيدان وادي الغيل ( وادي آل الدهيس) ويتميز بوجود عين دائمة

الجريان أقامت عليها وزارة الزراعة مشروعا يحفظ مياهها من التسرب ليتم الاستفادة منها في

سقيا مزارع البن والموز والحمضيات والنباتات ذات الروائح العطرية كالكادي والرياحين

والجوري.

( وادي لحف وينحدر من جبل مرير. (

٣ الهضاب الشرقية : وهي منطقة منخفضة نسبيا عن السراة وقد قطعتها الأودية وروافدها

العديدة إلى هضبات عديدة وحافات صخرية، مكونة من الصخور النارية والمتحولة وتنحدر

( نحو الشمال والشرق.(

ومن هذه الأودية وادي سدوان، وادي العوصاء، وغيرها، وهي جميعها روافد وادي ترجس

الذي يلتقي مع وادي ترجٰ على بعد ٣٦ كيلومتر جنوب شرق مدينة النماص، ومن أودية

روافد وادي ترج الذي يعد من أهم الأودية في المملكة العربية السعودية وادي بدوة، ووادي

( سروم والذي تم إنشاء سد في أعلاه.

 

١. وادي ترج الذي يبدأ بالقرب من مدينة تنومة شمال جبل منعاء وينتهي بمقابلة وادي بيشة عند بلدة الحيفة جنوب مدينة

بيشة ، ، ورد ذكره في كتب الأدب ومعاجم الأمكنة، فقد كانت تجارة اليمن تمر منه إلى مكة المكرمة وبه مقابر كثيرة